قفزت ميت غمر الى بؤرة اهتمام المصريين لمتابعة مجريات جولة انتخابات مجلس النواب بها، فى حين لم تحظ زفتى توأم ميت غمر وعمقها الاستراتيجى بأى اهتمام او لنقل لم تحظ بثمن ما حظيت به ميت غمر.
كلمة السر فى هذا الاهتمام كان المرشح مرتضى منصور،رئيس نادى الزمالك المعزول بقرار من اللجنة الأوليمبية وبمباركة الاتحاد الافريقى لكرة القدم، ونائب البرلمان المتمتع بالحصانة حتى يوم ٩ يناير ٢٠٢١ موعد اسدال الستار على برلمان لا نعلم هل يستحق أن نكسر وراءه قللا وأزيارا، أم أننا سنترحم عليه عندما نرى اداء البرلمان الجديد الذى سيحل محله، ونقول مع محمد عبدالمطلب "عمر اللى فات ما هيرجع تانى.."
ووصل الاهتمام بموقف وموقع مرتضى منصور فى انتخابات مجلس النواب فى ميت غمر إلى الحد الذى ذهب فيه البعض إلى القول أن ميت غمر سرقت الاضواء من واشنطن دى سي، وأن متابعة ملامح وجه مرتضى ورودد أفعاله لا تقل عن متابعة انفعالات وملامح وجه دونالد ترامب، بل أن البعض رأى ان عام ٢٠٢٠ بكل كوارثه وأمراضه صالح البشرية بهزيمة دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الامريكية وهزيمة مرتضى منصور فى انتخابات مجلس النواب بميت غمر ومن قبل خلعه من رئاسة نادي الزمالك العريق.
ليس من الفروسية أن أتشفى فى هزيمة مرتضى منصور أو أعدد مثالبه ومساوئه، ولكن من الأهمية التوقف أمام درس مرتضى منصور الخاسر:
أعتقد أن كل صاحب سلطة أو حصانة عليه ألا ينسى ولو للحظة أن السلطة ستفارقه يوما والحصانة ستتخلى عنه يوما، وأن يدرك صاحب السلطة والحصانة أن الاحترام الدائم له أنفع ألف مرة من الخوف المؤقت منه.
وأحسب أن كل متجبر متكبر يظن أنه خرق الارض وبلغ الجبال طولا، عليه أن يدرك أنها لو دامت لغيره ما آلت إليه، وأن كل من عليها فان ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام
وعلى كل صاحب سلطة وحصانة أن يراجع سلوكه وأفعاله وأن يدرك أن السكوت عليها لا يعنى بالضرورة الموافقة عليها، وأن من يسكتون اليوم على أفعاله قد يشهرون غدا السكاكين فى وجهه، ويتسابقون على تقطيع لحمه حيا.
الدرس المهم للزمالك وميت غمر:
لا تفرح بكثرة المطبلين لك وافرح فقط بالمخلصين لك...
ما ينفع الناس يمكث فى الارض وأما الزبد فيذهب جفاء...
كلنا سنترك وظائفنا ومراكزنا وكلنا سنترك دار الفناء وننتقل الى دار الحق، ولن تبقى إلا سيرتنا وتذكر الناس لنا بالخير والدعاء الطيب أو ما دون ذلك.
-----------------------
بقلم: عبدالغني عجاج